تتجه انظار عشاق كرة القدم بصفة عامة, والاهلي والزمالك بصفة خاصة, في السادسة مساء اليوم صوب ستاد القاهرة, لمتابعة مباراة القمة رقم106, المؤجلة34 يوما عن موعدها من الاسبوع الـ12للدوري الممتاز.
والتي سيديرها طاقم تحكيم نمساوي بقيادة روبرت شورجنهوفر, وسط نداءات لجماهير الناديين للتحلي بالروح الرياضية, ونبذ العنف والتعصب والابتعاد عن اللافتات والالفاظ المسيئة للمنافس خلال وجودهم بالمدرجات.
المقدمات أو المعطيات النظرية والحسابية السابقة لمباراة الليلة, كي نكون منصفين, ترجح كفة الزمالك, لأنه متصدر المسابقة وحقق انتصارات متتالية في مبارياته السابقة وطموحه يدفعه للابتعاد في الصدارة, مقارنة بالمستوي المتذبذب للاهلي وفقدانه الكثير من النقاط بسبب التعادلات يضاف الي ذلك مايميز الزمالك من معرفة لاعبيه طريق الشباك, بينما يعاني الاهلي في الفترة الاخيرة من نقص المهاجمين وصعوبة احراز هدف ليس للفوز ولكن لتعديل اوضاعه بعد ان يسبقه المنافس في تلك المسألة!!
ولكن برغم ذلك, فإن حكمة كرة القدم علمتنا قبل أي مباراة قمة, من الصعب اطلاق أو اصدار ترشيحات مسبقة, فالواقع النظري قد يختلف تماما عن الواقع علي ارض الملعب, ويتوقف الامر في مثل هذه المباريات المسماة بالكلاسيكو علي حالة اللاعبين البدنية خلال اللقاء الذي يعد بمثابة بطولة خاصة لجماهير الناديين, فكم من مرة كانت الترشيحات وتوقعات الشارع في مصلحة الاهلي وفاز الزمالك اوتعادل والعكس حدث أيضا, ويري البعض ان اهم اسلحة الاهلي في هذه المباراة هيالروح من اجل اثبات الذات, ولكن الروح وحدها لاتكفي, بل تحتاج بجوارها امورا فنية تدعمها حتي لاتروح وراء اللهث لايقاف خطورة المنافس وغزواته, اما اهم اسلحة الزمالك الفنية هو شيكابالا الذي يوصف حاليا بأنه نصف الفريق, ولكنه ايضا سلاح ذوحدين لان ايقاف خطورته اوعدم توفيقه في اللقاء قد يجعل الزمالك نصف فريق فقط, مع الاتفاق بأن دفاعات الفريقين متشابهة في امكانية اختراقها بسهولة مهما كانت طريقة اللعب4 ــ4 ــ2 أو3 ــ5 ــ2, ولذا فإن هناك افكارا كثيرة تدور علي الجانبين, فالاهلي يبحث عن امرين اولهما كيف يصنع بدائل هجومية وثانيهما كيف يوقف شيكابالا, اما الزمالك فلأنه يمتلك حلولا هجومية اكثر, فتفكيره ينصب علي كيفية استغلالها لشغل المنافس عن تضييق المساحات علي شيكابالا!!
ووفقا لذلك يمكن ان نبدأ بالحديث عن خطة لعب وتشكيل الاهلي المتوقع في قمة اليوم, فالكل يعرف ان عبدالعزيز عبدالشافي الملقب بـ زيزو يلعب بطريقة3 ــ5ــ2 وسيحاول توظيفها معتمدا علي مرونة بعض اللاعبين في التحرك لتكثيف الهجوم في حالة امتلاك الكرة وبناء دفاعات جيدة عند فقدانها, إلي جانب محاولة اعادة عمل اجنحة الأهلي التي فقدت بريقها منذفترة, باعتبارها حلولا هجومية بديلة لفشل الأهلي مع مسألة الاختراق من العمق لو استحكمت دفاعات منافسيه بشكل جيد, ولشرح وتوضيح الامر اكثر, نستعرض اولا التشكيل المتوقع والاقرب للبداية, فلا خلاف حاليا علي ابوالسعود في حراسة المرمي, وامامه الثلاثي حسام غالي ليبرو وأحمد السيد ووائل جمعة مساكين ويمينا شريف عبدالفضيل ويسارا سيد معوض, وفي قلب الدفاع احمد فتحي وشهاب الدين احمد وامامهما ابوتريكة وبركات وجدو, وقد يختلف البعض حول لاعب ما خلال ترشيحاتهم للمعتز اينو مثلا ولكن في ظل ضعف فرصة مشاركة حسام عاشور, فإن ذلك قد يكون الافضل.. لماذا ؟!..سنوضح!!
يحتاج الأهلي إلي تأمين الوسط لان المناورات الحقيقية تبدأ منه, وبالتالي فوجود فتحي بجوار شهاب سيقيم جدارا دفاعيا متقدما تساعده تقدمات حسام غالي مساندا في اغلب الاوقات وتلك هي المرونة التي يريدها زيزو, كما أن فتحي لاعب مرن بطبعه ويحب كثيرا تلك المنطقة التي قال انه يتنفس حين يلعب بها, ويتحرك خلالها للامام بشكل فعال مع الوضع الهجومي ويسدد ويسجل, وتجده وسط المدافعين في الحالة الدفاعية, كما ستمنح هذه الاختيارات بجانب الدفاعات الجيدة يمينا ويسارا, أيضا لعدم تقدم شريف عبدالفضيل كثيرا بقدر ميله للدفاع وتغطية احمد السيد لانطلاقات سيد معوض, ستمنح الاهلي تدعيما هجوميا من خلال الثنائيات علي الاطراف بين بركات وعبدالفضيل يمينا ومعوض وتريكة يسارا, بحثا عن طرق بديلة بمساندة القادمين من الخلف لتدعيم جدو في المقدمة, وذلك السيناريو الاقرب ان يفكر زيزو في امور اخري في اللحظات الاخيرة.. و لكن من اين تأتي بهذه الامور الأخري ؟!
في المقابل, يظهر فكر حسام حسن الملقببالعميد ووفقا لانه يبحث ـ كما تردد ــ عن الاستفادة من التجربة الاسبانية في الكلاسيكو الاخير بين برشلونة وريال مدريد, ولذلك تردد ايضا انه استعد مع لاعبيه من خلال مشاهدة هذه المباراة مرات ومرات, حتي يجعل الزمالك في قمة الليلة لديه اكثر من مفاجأة من هنا ومن هناك, ويقوم شيكابالا بدور صانع الفرص والاهداف لزملائه من بعيد دون ان يفقد حريته بالاختراق والاقتراب من الرقابة, وباعتبار ان حسام حسن يعتبر شيكابالا الآن هوميسي ميت عقبة بعد ما قدمه في المباريات الاخيرة من فاصل مهارات وتحكم في الكرة بشكل غاية في الروعة, ولهذا قديفكر حسام في اكثر من عنصر هجومي, لكنه لن يختلف علي عناصر اخري في تشكيل البداية وفقا لطريقة4 ــ4 ـ2 التي يلعب بها, فعبدالواحد السيد سيكون حارس المرمي وامامه الرباعي محمد عبدالشافي ومحمودفتح الله وعمرو الصفتي ويمينا هناك مفاضلة بين عمر جابر وأحمد غانم سلطان وهذه البداية تحددها الاهداف التي سنشرحها لاحقا, وفي الوسط سيكون محورا الارتكاز حسن مصطفي وابراهيم صلاح وامامهما شيكابالا وحسام عرفات او حازم امام وربما الاثنان معا في غياب حسين ياسر المحمدي وفي هذه الحالة يلعب احمد جعفر وحده مهاجما صريحا في الامام, وقد يفضل الزمالك وجود محمد ابراهيم كمهاجم ثان علي حساب عرفات او امام, وقد يكون علاء علي في الصورة من بعيد مثل اوكونيه, ولكن كل ذلك يشير الي ان الحلول الهجومية والبدائل كثيرة لدي العميد كما ذكرت مسبقا ولكن الاختيارات تتوقف علي مدي تأثره بالتجربة الاسبانية وكيف تحول فيها بـ ديفيدفيا الي مهاجم شمال وتشابي الي مهاجم يمين وسجلا من صناعة ميسي, فمن سيقوم بالادوار وينفذ التعليمات.. هذا ماستوضحه الاختيارات التي وضعت حازم امام وحسام عرفات ومحمد ابراهيم في الصورة!!
وخلاصة القول.. فإن اول15 دقيقة من هذه القمة106 ستوضح الكثير.. والكثير وستحدد ملامح الصراع. وقد تجد في الاشياء اشياء, ونكون نحن نرسم سيناريو مسلسل عربي.. ونجده في النهاية تركيا!!