نبات القيقب Maple Leaf
في بعض انحاء امريكا الشماليه، يتم جمع النسغ الحلو من شجر القيقب لتصنع منه انواع من المنتجات الشهيه. في اقاصي الشمال الامريكي، لم يتم الاعتماد على قصب السكر او الشمندر لاستخراج السكر، بل كان يستخرج من شجر القيقب. فمنذ الايام الاولى من فصل الربيع كانت تبدأ عملية جمع السكر من نسغ القيقب لتحويله فيما بعد الى عصارات، ما اصبح فيما بعد تقليدا يتبع الا ان ذلك تحول في السنوات القليلة الماضية الى صناعات كامله.
ينمو سكر القيقب في انحاء شاسعة في شمال شرقي امريكا، حيث تتشكل غابات عظيمه مع ان نسغها يمكن ان يجمع فقط في منطقة صغيرة نسبيا، وفي ايام الربيع الاولى حيث يصبح الفرق في الحرارة بين الليل والنهار بالغاً ينساب نسغ القيقب لبضعة اسابيع، وكلما ازداد الفرق في الحرارة كلما انساب النسغ اكثر غزاره.
في الربيع يبدأ منتجي النسغ بفتح ثغرات في جذوع القيقب كل منها بعمق خمسة سنتيمترات، يدخل فيها انبوبا مجوفا من البلاستيك او المعدن تقليديا كان النسغ يجمع في دلو عبر الايدي، ما يستهلك فترات طويلة من الوقت وقد وزعت اليوم انابيب لجمع سكر القيقب, وهي تحمل النسغ من مجموعة اشجار حتى بيت السكر تنصب مضخة في شبكة الانابيب مهمتها زيادة الفارق بين الضغط الداخلي والخارجي للشجره هذا الفارق في الضغط يحسن من دفع انسياب النسغ بأتجاه براميل التجميع.
حين تكون الظروف المناخية ملائمه، اي عندما تثلج في اليل ويذوب الثلج صباحا يبدأ نسغ القيقب بالانسياب لا احد يعرف بعد كيف ولماذا يحدث ذلك. الا ان بعض النظريات تؤكد ان بعض خلايا القيقب تحتوي على فقاعات غازية صغيره في الليل ونتيجة التجلد تتقلص هذه الفقاعات، لتؤدي الى قطرات من الضغط. فتمتص الشجرة المياه عبر جذورها لتحافظ على التوازن اثناء النهار، وعند ارتفاع درجة الحراره، تتمدد الفقاعات، لتزيد من الضغط الداخلي للشجره. فيؤدي هذا الضغط الى اجبار النسغ السكري للأنسياب عبر الثغرات.
اما بالنسبة للسكر فهو يأتي من مخزون نشوي احتياطي يكمن فوق الشجرة منذ العام المنصرم مع حلول الربيع تطلق الخلايا الحية في الخشب انزيمات تحول النشاء الى سكريات، وهي مركبات مشابهة لسكر الطعام. تتحلل السكريات في النسغ ما يمنحها المذاق الحلو معدل انتاج الشجرة من السكر يتراوح بين الاربعين والثمانين لترا، تبلغ نسبة السكر منه بين اثنان واربعة بالمئه يحتوي النسغ على املاح معدنيه ومركبات عضوية حساسه تؤثر بالطعم للحصول على العصارة من النسغ، لا بد من اخضاع السائل للتركيز. يجري ذلك من خلال عملية التناضح الاسموزي، التي تتشكل اساسا من الاغشيه تجبر المضخة نسغ القيقب على المرور عبر هذه الاغشيه، التي تسمح لجزيئات الماء وحدها بالعبور. في حين تبقى جزيئات السكر والمركبات الاخرى في السائل.
ينمو هذا المركز من السائل بسرعه، بعد عبور الماء من الغشاء يستخرج في هذه المرحلة ما يقارب الخمسة وسبعون بالمئه من الماء الذي يحتويه النسغ. ليصبح بالامكان تحويل المركز الباقي الى سكر. يحدث ذلك من خلال حلة للتبخير، وهي مستوعب معدني مفتوح يخضع للتسخين عند تعرضها للغليان يتركز السائل تدريجيا في الوقت ذاته، تجري تفاعلات كيميائية بين السكر والمركبات الاخرى المشتقة من النسغ تؤدي هذه المتغيرات الفيزيائية والكيميائية لاضفاء اللون البني على السائل، لتبرز مذاقه ايضا هناك عدة استخدامات وسبل يمكن فيها تصنيع النسغ. منها مثلا انه حين يخضع للغليان مرة اخرى يسكب على الثلج، ليشكل طبقة لذيذة من التملق للغليان تأثير يشبع العصارة بالسكر، ويجعله سريع البروده، ما يحول دون بلوغها التجسد رغم ذلك فمن الممكن تجسيد العصارة بتحريكها قبل تبريدها حسب الحرارة ودرجة الطبخ، يختلف شكل وحجم القطع المجسده، عن انتاج الكريم، او السكر الناعم او الخشن.
لمنتوجات سكر القيقب نوعية فريده، للتأكد من ان المنتجات التجارية تحتوي هذه المواصفات، يتم اخضاعها لعدة تجارب يتم تصنيف عصارة القيقب وفق لونها، بين عناصر اخرى، التي تتحدد بناءا على وحدة قياس ضوئيه. كمال يتم فحص كثافتها للتأكد من انها تحتوي على الكمية المناسبة من السكر هناك فحوصات اخرى للمصادقة على اصالة العينه على سبيل المثال قياسها بالموصل الكهربائي سيؤكد ما اذا كانت قد تعرضت لاضافات تجارية من الغلوكوز ام لا اذا ملا بقي هناك ادنى شك يمكن اخضاع العينة لفحوصات اكثر تقدما، وهي تحليل السائل وفق تكنولوجيا الكروماتوغرافي التي تؤكد ما اذا اخضعت للتلاعب ام لا واخيرا ليس لهذه الفحوصات سوى هدف واحد: وهو ضمان نوعية سكر القيقب ومتعة تناوله.